السبت، 13 يوليو 2024

إثيوبيا بين اليابسة والبحر: طموحات توسعية وتهديدات إقليمية

 





مقدمة

تُعدّ إثيوبيا أكبر دولة في شرق إفريقيا من حيث عدد السكان، وثاني أكبر دولة من حيث المساحة، لكنها دولة حبيسة، ويُعدّ هذا الأمر عائقًا كبيرًا أمام التنمية الاقتصادية والتجارية التي تستهدفها، لأنها تعتمد بشكل كبير على موانئ الدول المجاورة، مثل جيبوتي، لتصدير واستيراد بضائعها وبالتالي  تُشكل رسوم النقل البحري عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الإثيوبي، مما يجعلها أقل قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وعُرضة للضغوط الاقتصادية والسياسية من دول الجوار الساحلية، كما فعلت مع مصر في تحكمها بمياه النيل عقب بناء سدّ النهضة الذي يهدد مصر بالعطش والجفاف.

كما ترى إثيوبيا نفسها مختلفة عن دول شرق إفريقيا الحبيسة مثل رواند وبروندي وأوغندا، من عدة نواحٍ منها عدد السكان والمساحة والتأثير السياسي، وكونها أقرب من تلك الدّول إلى ممر تجاري عالمي ما يرشحها لتمتلك تأثيراً جيوسياسيا لا يمكن لتلك الدّول الوصول إليه وهو باب المندب.

ورغم الطموح الإثيوبي العالي في الوصول إلى منفذ على البحر الأحمر، إلا أن الطريق إلى تحقيق ذلك ليس مفروشا بالورود، فاعتمادها على ميناء دوراليه الجيبوتي غير مريح لها، كما تدرك جيداَ متطلبات الوصول لميناء تجاري مثل البنى التحتية الذي ستساهم فيه وتأمين الطرق، كما أن علاقتها مع ارتريا مشوبة بالشك والريبة، بينما لا ترغب إثيوبيا بالتواصل مع الصومال للتفاهم، بل تستغل النعرات والنزعات الجهوية بين الصوماليين، وتريد بصريح العبارة الاستيلاء على البر والبحر دون تكبّد التبعات القانونية والمالية، ما يهدد  أمن المنطقة.

وفي هذا التقرير؛ سنستعرض علاقة إثيوبيا بدول الجوار الساحلية، ويطرح أسئلة منها هل إثيوبيا مستعدّة لبناء علاقات تجارية ونبذ الصراعات مع دول الجوار؟ وما هي التداعيات المحتملة لسياسات إثيوبية التوسعية على استقرار وأمن المنطقة؟  كيف يمكن لدول الجوار التعامل مع طموحات إثيوبيا دون الانخراط في حروب معها؟ وما هو دور المنظمات الإقليمية والدولية في حلّ هذا النزاع؟

علاقة إثيوبيا مع دول الجوار الساحلية

تتّبع إثيوبيا سياسة توسعية للسيطرة على الأراضي والموارد في دول الجوار الساحلية  استناداً مزاعم تاريخية وجغرافية وطموحات اقتصادية، وأدّت هذه المزاعم إلى استفزاز تلك الدول التي تراقب خطوات إثيوبيا بعين الريبة والحذر.

 

إرتريا

في فترة تّكالب الاستعمار الأوروبي على إفريقيا، نجدد أن إيطاليا احتلت ارتريا وبعض أراضي إثيوبيا من عام 1890 وحتى 1942، وفي عام 1896 رسمت الحدود بين إثيوبيا وإرتريا فيما عرف بمعاهدة أديس أبابا، وفيها أصبحت ارتريا دولة مستقلة، ولكن بعد هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الثانية خضت البلاد للحكم البريطاني لتصبح محمية حتى 1951، بينما استعادت إثيوبيا أراضيها المحتلة، وأثناء فترة الحكم البريطاني وتحديداً في يوليو من عام 1950 قدمت كل من بريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة في يوليو 1950 مشروعًا لإنشاء دولة فيدرالية تضم إريتريا وإثيوبيا، وتبنته الأمم المتحدة  ورحبت به إثيوبيا وأثار غضب إرتريا التّواقة للاستقلال.

لم ينجح المشروع الاستعماري في خلق سلام بين الدّولتين، فتأسس ما عرف بجبهة تحرير إرتريا في 1961، ليبدأ الكفاح المسلح ضد إثيوبيا الذي استمر لثلاث عقود، حتى نالت إرتريا استقلالها في 1993، وبهذا خسرت إثيوبيا المنفذ البحري الذي منحها إياه المستعمر الأبيض. ولكن سرعان ما نشأت خلافات حول ترسيم الحدود بين البلدين أدت لحرب امتدّت من 1998 إلى 2000، وانتهت هذه  الحرب بحكم من محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، الذي حكم بمنح أرضا أقل مما كانت تطالب بها ووضعت قوات أممية لحفظ السلام في المنطقة المتنازعة عليها.

وفي عام 2018، اتخذ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خطوات لتحسين العلاقات مع إرتريا وإعادة فتح الحدود واستئناف التعاون الدبلوماسي والتجاري. ومع ذلك، لا تزال قضية الحدود عالقة، وتخشى إرتريا من المساعي التوسعية لإثيوبيا الطامحة للسيطرة على سواحلها الحيوية على البحر الأحمر المرشحة لتكون  بوابتها المحتملة إلى المحيطات، وبالتالي فقدان استقلالها وسيطرتها على مواردها البحرية.

وبينما تسعى إثيوبيا إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، تبقى إرتريا حذرةً، وتسعى للحفاظ على سيادتها واستقلالها. وتُعدّ العلاقة بين البلدين نموذجًا معقدًا لـ"حالة اللا حرب واللا سلم"، حيث لا تزال هناك مخاوف وتوترات كامنة، مع آمال ضئيلة في إيجاد حل نهائي وشامل للخلافات الحدودية

جيبوتي

العلاقة بين إثيوبيا وجيبوتي مُعقدة ومتعددة الأوجه، تتميز بتعاون وثيق في مجالات حيوية مثل التجارة والبنية التحتية والأمن. فإثيوبيا تعتمد بشكل كبير على ميناء جيبوتي كمنفذ بحري رئيسي لصادراتها ووارداتها. في المقابل، تستفيد جيبوتي من الاستثمارات الإثيوبية الضخمة في مشاريع البنية التحتية، مثل خط سكة حديد أديس أبابا - جيبوتي.

ولكن التطورات الأخيرة تلقي ظلالاً من الشك على مستقبل هذه العلاقة. فإثيوبيا تسعى بشكل متزايد إلى توسيع نفوذها في المنطقة، والتخفف من عبء الاعتماد شبه المطلق على جيبوتي، ولهذا توصّلت مع إقليم صوماليلاند الانفصالي إلى مذكرة تفاهم  للاستيلاء بصيغة مبهمة على ميناء و20 كم من البر وقاعدة عسكريّة  متاخمة لسواحل جيبوتي،  وبشكل عام، تُشير هذه التطورات إلى علاقة مُتداخلة بين إثيوبيا وجيبوتي، حيث تتلاقى المصالح والاحتياجات مع التنافس الجيو-سياسي المُتصاعد في المنطقة.

الصومال

تشهد العلاقة بين إثيوبيا والصومال تعقيدات تاريخية عميقة، وعلاقات غير مستقرة، فمرة تبدو حكومتا  البلدين في حالة توافق ومرة تبدوان معاديتان لبعضهما، وقد يظن البعض أن التذبذب هو السّمة الغالبة على العلاقات الخارجية للصومال، إلّا أن أبي أحمد ينجح دائماً في إثارة قلق الصومال كلّما تقارب البلدان.

ففي 2018، كان أبي أحمد يرتدي قناع حمامة السّلام  وكان أول رئيس وزاء إثيوبي منذ إسقاط نظام محمد سياد بري، ووقعت مذكرة تفاهم تنصّ على التّعاون واحترام سيادة البلدين، والاستثمار في عدد من الموانئ، وعندما عاد إلى أديس أبابا صرّح برغبة أمبرطورية الحبشة القديمة وهي الهيمنة على دول الجوار بما فيها الصومال تحت وحدة سياسية، ما أثار شكوك الصومال، وطويت مذكرة التّفاهم.

إنّ أهمّ ما يرتبط البلدين  هو القدر الجغرافي، فالحدودٍ بريةٍ طويلة،  وهذا يجبرهما على التّعاون الأمني لأن اللاجئين الإثيوبين يتجاوزون الحدود رغبة في الهروب من الفقر المدقع، بينما تخشى إثيوبيا من تسلل الجماعات المسلحة إلى أراضيها، كما أنها جزء من قوات حفظ السّلام الإفريقية.

ورغم هذه التّداخلات إلا أن رئيس الوزراء خلع قناعه القديم وأشعل الحروب الإثنية، ووجد أن أهم وسيلة لتشتيت نظر الشعب عن الفشل الأمني هي الإشارة إلى حلم الوصول إلى البحر، فعقد مذكرة تفاهم مع صوماليلاند  في ديسمبر 2023  للاستحواذ على ميناء لم يذكر موقعه و20كم من البر،  وإقامة قاعدة عسكرية، والاعتراف بجمهورية صوماليلاند ما أدّى إلى توتر العلاقات مع الحكومة الصومالية التي ألغت  المذكرة في يناير 2024، وحشد الصومال دعما دوليا وعربيا وإفريقيا، ولكن أبي أحمد لم يجرؤ لا على التراجع عن المذكرة، ولا على الاعتراف باستقلالية صوماليلاند.

فهم دوافع سياسات إثيوبيا التوسعية

تثير طموحات إثيوبيا التوسعية مخاوف جدية بشأن استقرار المنطقة. فالسعي للحصول على منفذ بحري دائم، دون حوار وضمان قانوني لمصالح الدول الساحلية المجاورة قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، فإثيوبيا المحاطة بدول ساحلية ليس لديها القدرة المالية على الاستثمار في تلك الدّول مجتمعة، ولا تكفي جيبوتي وكينيا لتخفيف أسعار السّلع المستوردة، كما أنها تفتقر للمهارات الدبلوماسية الكافية للاكتفاء بالحوار والاقتناع  بحق الانتفاع لا حق التّملك.

ما لا شك أن تأثير إثيوبيا الجيوسياسي ليس بمثل تأثير الصومال وإرتريا وجيبوتي، على الرّغم من  أن تعتبر نفسها الأقوى في المنطقة بسبب الكثافة السكانية والمساحة  وكونها مقر الاتحاد الإفريقي وعلاقتها بالولايات المتحدة، وتعتقد أنه من غير العدل أن لا تمتلك ساحلا كجيرانها.  في أن حين الدّول الساحلية المجاورة لإثيوبيا لا تمانع في منحها ما تريد، بشرط توقف الأخيرة عن مزاعمها التّاريخية وتقبل بقدرها.

ويرى المراقبون أن الدعم الغربي لإثيوبيا يشجعها على الاستمرار في سياساتها التوسعية، ويقلل من حساسية المجتمع الدولي تجاه انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الدولي. كما يرى البعض أن الغرب يستغل إثيوبيا كأداة لتنفيذ أجندته الخاصة في المنطقة، والتي تهدف إلى احتواء الإسلام السياسي والسيطرة على الممرات المائية الحيوية، خاصة مع صعود قوة أنصار الله التي أعلنت استهدافها للسفن الإسرائلية في باب المندب ما أدّى لأزمة تجارية دولية بسبب لجوء سفن الحاويات إلى الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح.

خاتمة

تُعتبر طموحات إثيوبيا التوسعية تجاه دول الجوار الساحلية قضية معقدة تتطلب حلاً دبلوماسياً شاملاً. فبينما تسعى أديس أبابا إلى تأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، فإن دول الجوار حريصة على حماية سيادتها وأمنها، واستمرار التوتر والتصعيد في هذه المنطقة سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، وقد يؤدي إلى صراعات طويلة الأمد.  لذا، فإن الحل الأمثل يكمن في التفاوض البناء بين جميع الأطراف المعنية، والتوصل إلى تسويات عادلة تلبي مصالح الجميع، بعيداً عن التأثير الغربي الذي يسعى لإشعال حرب بالوكالة في منطقة شرق إفريقيا المهمّشة.

الجمعة، 12 يوليو 2024

منصات التواصل الاجتماعي: جسرٌ للتواصل أم خندقٌ للانقسام؟


منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان للتواصل والتفاعل مع من حوله، مدفوعًا بفطرته الاجتماعية ورغبته في الانتماء. تجلى ذلك في مختلف الحضارات القديمة من خلال التجمعات والطقوس والرسومات الجدارية، وصولًا إلى اختراع الكتابة التي فتحت آفاقًا جديدة للتواصل.

مع مرور الزمن، تطورت أدوات التواصل، فظهر البريد والهاتف، ثم جاءت ثورة الإنترنت لتُحدث نقلة نوعية في عالم التواصل الاجتماعي.  ففي أوائل الألفية الجديدة منصات التواصل الاجتماعي الحديثة مثل فيسبوك وتويتر.

مع ازدياد انتشار الإنترنت، ظهرت منصات جديدة تُلبي احتياجات مُختلفة، فظهر يوتيوب لمشاركة الفيديوهات، وانستغرام لصور ومقاطع الفيديو القصيرة، وسناب شات لتبادل الصور ومقاطع الفيديو المؤقتة، وتيك توك لمشاركة الفيديوهات الموسيقية القصيرة.

خصائص أبرز  منصات التواصل الاجتماعي:

في عصرنا الرقمي، باتت منصات التواصل الاجتماعي أدوات لا غنى عنها للتواصل والتفاعل ومشاركة الأفكار مع الآخرين. لقد أحدثت هذه المنصات ثورة في طريقة تواصلنا، وفتحت آفاقًا جديدة للتواصل البشري. ونقدّم هذه الفقرة لمحة سريعة عن خصائص أبرز منصات التواصل الاجتماعي، والتي تُتيح للمستخدمين مشاركة المحتوى والتفاعل مع بعضهم البعض بطرق متنوعة.

1.      فيسبوك: شبكة التواصل الأشهر

يُعد فيسبوك منصة التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة في العالم، حيث يضم مليارات المستخدمين النشطين شهرياً. تُتيح المنصة للمستخدمين مشاركة النصوص والصور ومقاطع الفيديو، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى المجموعات ذات الاهتمامات المشتركة.

2.      تويتر: نبضات العالم في تغريدات قصيرة

يُعد تويتر منصة للتواصل المُختصر، حيث يُتيح للمستخدمين مشاركة التغريدات النصية القصيرة مع الصور ومقاطع الفيديو. تُستخدم المنصة لمتابعة الأخبار والأحداث والتفاعل معها، ونشر الأفكار والآراء بشكل مُباشر.


3.      يوتيوب: عالم من الفيديوهات بين يديك

يُعد يوتيوب منصة لمشاركة الفيديوهات، حيث يُتيح للمستخدمين مشاهدة وتحميل وإنشاء الفيديوهات في مختلف المجالات. تُقدم المنصة محتوى مُتنوعًا يشمل الترفيه والتعليم والأخبار والسياسة، مما يجعلها وجهة غنية للمعرفة والتسلية.

4.      انستغرام: صورٌ تحكي حكايات

يُعد انستغرام منصة لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو القصيرة، مع التركيز على المحتوى البصري المُلفت للنظر. تُتيح المنصة للمستخدمين متابعة المؤثرين والعلامات التجارية، واكتشاف صيحات الموضة والجمال، ومشاركة لحظاتهم اليومية مع أصدقائهم.

5.      سناب شات: لحظاتٌ عابرة وتجارب تفاعلية

يُعد سناب شات منصة لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو المؤقتة، حيث تختفي الرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو بعد فترة زمنية محددة. تُتيح المنصة للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض بطرق مُبتكرة، مثل استخدام الفلاتر والتأثيرات وميزة الرسائل المُباشرة.

6.      تيك توك: موسيقى ورقصات وتحديات

يُعد تيك توك منصة لمشاركة الفيديوهات الموسيقية القصيرة، حيث يُتيح للمستخدمين إنشاء ومشاركة الفيديوهات المُرفقة بالموسيقى والرقصات. تُعرف المنصة بانتشار "التحديات" والترندات، مما يجعلها منصة مُمتعة للتفاعل ومشاركة المحتوى المُبدع.

ثورة التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين

في عصرنا الرقمي، باتت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث أحدثت ثورة في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا. وبينما تقدم هذه المنصات العديد من الفوائد، إلا أنها تأتي أيضًا مع بعض المخاطر التي يجب مراعاتها.

في هذا المقال، سنلقي نظرة شاملة على فوائد ومخاطر منصات التواصل الاجتماعي، لنتعرف على وجهي هذه العملة ونستخدمها بوعي ومسؤولية.

فوائد منصات التواصل الاجتماعي: جسور التواصل ومنبع المعرفة

تُقدم منصات التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد التي تُثري حياتنا وتُسهّل التواصل مع الآخرين. وتشمل بعضًا من أهم هذه الفوائد:

  • التواصل: سهولة التواصل مع العائلة والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن المسافات الجغرافية، مما يُعزز العلاقات ويُقرب المسافات.
  • مشاركة المعلومات: تبادل الأخبار والأفكار والمعرفة مع أشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات، مما يُثري الفكر ويُوسع آفاقنا.
  • التعلم: إمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمحتوى التعليمي مجانًا، مما يُساعدنا على تطوير مهاراتنا واكتساب خبرات جديدة.
  • التسويق: الترويج للمنتجات والخدمات وبناء العلامات التجارية، مما يُفيد الشركات والأفراد على حدٍ سواء.
  • التسلية: قضاء وقت ممتع من خلال مشاهدة الفيديوهات ومشاركة المحتوى المُسلّي، مما يُساعدنا على الاسترخاء والتخلص من التوتر.

مخاطر منصات التواصل الاجتماعي: تحديات العصر الرقمي

على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنها تأتي أيضًا مع بعض المخاطر التي يجب مراعاتها. وتشمل بعضًا من أهم هذه المخاطر:

  • الإدمان: قضاء وقت زائد على المنصات، ممّا قد يُؤثّر سلبًا على الحياة الشخصية والمهنية، ويُعيق الإنتاجية ويُقلّل من التفاعل الاجتماعي الحقيقي.
  • التنمر الإلكتروني: تعرّض بعض المستخدمين للإساءة والتهديد عبر الإنترنت، ممّا قد يُسبب لهم ضررًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا.
  • انتشار المعلومات المُضلّلة: انتشار الأخبار الكاذبة والدعاية المُضلّلة، ممّا قد يُؤثّر على الرأي العام ويُسبب البلبلة والفتنة.
  • المقارنة الاجتماعية: الشعور بالدونية عند مقارنة النفس بالآخرين على المنصات، ممّا قد يُؤدّي إلى مشاعر سلبية مثل الحزن والقلق وانعدام الثقة بالنفس.
  • مخاوف الخصوصية: جمع البيانات الشخصية للمستخدمين واستخدامها دون علم أو موافقة منهم، ممّا يُهدّد خصوصيتهم ويُثير مخاوف أمنية.

صيد الترند... هوس يطارد المحتوى

باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحات رحبة تجذب الملايين، وبات "الترند" بوصلة توجّه سلوكيات الكثيرين. فما هو هذا "الترند"؟ وما هي دوافع البحث عن التزند والمشاهدات؟

الترند" كلمة إنجليزية تعني "الميل" أو "الاتجاه". في سياق التواصل الاجتماعي، يُشير "الترند" إلى المواضيع أو المحتوى الأكثر رواجًا وانتشارًا خلال فترة زمنية محددة.

يتخطى البحث عن الترندات ومطاردة المشاهدات مجرد رغبة عابرة في الشهرة أو الربح المادي، فهو ظاهرة معقدة ذات دوافع متعددة، وليست ظاهرة معقدة بالضرورة، بل قد تحقق نتائج لافتة في التوعية والتضامن، ومن المهم أن نكون على دراية بهذه الدوافع وفهم تأثيرها على سلوكنا.تتنوع دوافع البحث عن الترند بين الدوافع الشخصية والدوافع الاجتماعية.

1.      سيكولوجية الإنسان:

  • الانتماء:  يسعى الفرد بطبيعة الحال إلى الشعور بالانتماء والمشاركة في المجتمع، ويُقدم "الترند" فرصة مثالية للتواصل مع مجموعات ذات اهتمامات مشتركة، وتحقيق شعور بالقبول والتقدير.
  • التأثير:  يُشكل التأثير على الآخرين دافعًا قويًا للكثيرين، حيثُ يُقدم "الترند" منصة للتعبير عن الأفكار والآراء، واكتساب شعور بالسيطرة والتأثير على مسار الأحداث.
  • تحقيق الذات:  يُمثل "الترند" فرصة لتحقيق الذات وإثبات القدرات، حيثُ يُمكن للفرد من خلال مشاركته في الموضوعات الرائجة أن يُظهر إبداعه وتميزه، ويُلفت انتباه الآخرين إليه.

2.      دوافع اجتماعية:

  • التعبير عن الرأي:  يُتيح "الترند" للفرد فرصة التعبير عن آرائه ومواقفه تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية، والمشاركة في الحوار العام، والتأثير على الرأي العام.
  • إثارة الجدل:  يُعدّ إثارة الجدل أحد أهداف بعض الأشخاص الذين يسعون إلى جذب الانتباه وخلق نقاش حول موضوعات محددة، حتى لو كان ذلك من خلال طرح أفكار مثيرة للجدل أو مُتطرفة.
  • الترويج للأفكار: يُمكن استغلال "الترند" لنشر أفكار أو معتقدات معينة، والتأثير على سلوكيات الناس، أو حتى تغيير القيم الاجتماعية والثقافية.

3.      دوافع اقتصادية:

  • الربح المادي:  يُمثل "الترند" فرصة لتحقيق الربح المادي، خاصةً بالنسبة للمؤثرين وصناع المحتوى الذين يُمكنهم استغلاله لجذب الإعلانات والرعايات.
  • تعزيز العلامة التجارية: تُستخدم "الترندات" من قبل الشركات والمؤسسات لتعزيز علامتها التجارية، والتواصل مع الجمهور المستهدف، والترويج لمنتجاتها أو خدماتها.

تأثير السوشيال ميديا على المجتمع، والاقتصاد، والسياسة

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم، تاركةً بصمات واضحة على مختلف جوانب المجتمع. فمن ناحية، سهلت التواصل والترابط بين الأفراد من مختلف أنحاء العالم، ممّا أدى إلى تكوين مجتمعات افتراضية ونشر الأفكار والثقافات بشكل أسرع وأوسع. كما ساهمت في تعزيز المشاركة المدنية من خلال تسهيل التعبير عن الرأي وتنظيم الحركات الاجتماعية، ناهيك عن دورها في نشر الوعي ودعم القضايا الإنسانية.

ومع ذلك، لا تخلو هذه المنصات من سلبيات، حيث باتت أداةً لنشر المعلومات المضللة والشائعات، ممّا قد يؤثر سلبًا على الرأي العام والسلوك الاجتماعي. كما أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يرتبط بمشاعر الوحدة والقلق والاكتئاب، ناهيك عن مخاطر التنمر الإلكتروني وإدمان الإنترنت.

 

لذا، بات من الضروري استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي ومسؤولية، والاستفادة من إيجابياتها مع التخفيف من سلبياتها. فمن خلال الاستخدام الأمثل، يمكن لهذه المنصات أن تُساهم في بناء مجتمعات أكثر تواصلًا وترابطًا، وتعزيز المشاركة المدنية، ونشر المعرفة والأفكار الإيجابية.

كما أثرت منّصات التواصل الاجتماعي على الممارسات الاقتصاد بدءًا من فتح قنوات جديدة للتجارة الإلكترونية، مما سهل على الشركات الوصول إلى العملاء وبيع منتجاتهم وخدماتهم، وصولاً إلى تحويلها إلى أدوات فعالة للتسويق، حيث تسمح للشركات بالتواصل مع عملائها المستهدفين بشكل مباشر.

ولم يقتصر تأثيرها على ذلك فحسب، بل أدت صناعة وسائل التواصل الاجتماعي إلى خلق العديد من فرص العمل الجديدة، مثل وظائف إدارة المحتوى والتسويق الرقمي وتطوير البرامج.

لكن ذلك  أحدث الفجوة الرقمية  قد يؤدّي  إلى تفاقم عدم المساواة الاقتصادية، وذلك لأنّه لا يحظى الجميع بنفس الفرص للوصول إلى الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

لذا، فإنّ تأثير السوشيال ميديا على الاقتصاد هو تأثير مزدوج، حيث يجلب معه فوائد جمة من حيث تحفيز النمو وخلق فرص العمل، لكنّه في نفس الوقت يطرح تحديات تتطلب معالجة من خلال سياسات تُساهم في سدّ الفجوة الرقمية وتضمن المساواة في فرص الاستفادة من هذه الأدوات الجديدة.

  أما عن مجال السياسة، فيمكن وصف تأثير التواصل الاجتماعي بأنه ثوري، حيث سهلت على المواطنين التعبير عن آرائهم والتواصل مع ممثليهم المنتخبين مباشرة، مُكسّرةً بذلك حواجز التواصل التقليديّة. وباتت منصات التواصل الاجتماعي أدواتٍ أساسيةً للحملات الانتخابية، تُمكّن المرشحين من التفاعل مع الناخبين بشكلٍ فعّالٍ وجذب أصواتهم.

ومع ذلك، تُواجه هذه الثورة تحدياتٍ جمة، حيث تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا لنشر خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، ممّا يُساهم في الاستقطاب السياسي والاضطرابات الاجتماعية. كما تُثير مخاوف حول احتمالية تدخل الدول الأجنبية في الانتخابات ونشر الدعاية من خلال هذه المنصات.

ولذلك، بات من الضروريّ العمل على تعزيز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ إيجابيّ لتعزيز المشاركة السياسية وبناء حوارٍ ديمقراطيّ هادف، مع الحدّ من مخاطرها وسلبياتها.

فهل ستتمكن وسائل التواصل الاجتماعي من إحداث تغييرٍ إيجابيّ في المشهد السياسيّ وتحقيق ديمقراطيةٍ حقيقيةٍ أم ستُصبح أداةً للتّفرقة والانقسام؟ هذا سؤالٌ هامٌ يُطرح على عاتق الجميع، أفرادًا ومؤسساتٍ وحكوماتٍ، لضمان استخدام هذه المنصات بشكلٍ مسؤولٍ يُساهم في بناء مجتمعاتٍ ديمقراطيةٍ مُستقرةٍ.

وختاما، فإنّه  من الضروري أنً مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي يظلّ غامضًا، لكنّه بلا شكّ سيكون له تأثيرٌ عميقٌ على مجتمعاتنا. ونحن مدعوّون للمشاركة في تشكيل هذا المستقبل من خلال استخدام هذه المنصات بطريقةٍ إيجابية وبناءة.

كما ينبغي ألا يغيب عن  يالنا أن هذه الأدوات سلاح ذو حدّين. فكما يمكن استخدامها للخير، يمكن استخدامها أيضًا للشرّ. لذلك، علينا أن نكون واعين بالمخاطر المحتملة لهذه المنصات، وأن نستخدمها بمسؤولية وحكمة.

 

 


الثلاثاء، 9 يوليو 2024

كينيا: التراجع عن قانون المالية 2024 وسط مخاوف اقتصادية

 

الصورة من إنشاء الذكاء الصناعي 

مقدمة

 يشهد الاقتصاد الكيني تراجعًا مقلقًا في ظل ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 6.3% في مايو 2024، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2016. ويُعزى هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، أبرزها التقلبات في أسعار المواد الغذائية والطاقة عالميًا، وتراجع قيمة الشلن الكيني بنسبة 22% مقابل الدولار الأمريكي منذ عام 2022.  

هذا بالإضافة إلى أزمة الديون الثقيلة التي بلغت 82 دولارا، وهو ما يكاد يصل إلى ثلاثة أرباع الناتج الاقتصادي السنوي لكينيا، وتصرف الحكومة ما نسبته 65% من الإبرادات لسداد الدّيون. ولمعالجة هذه التحديات، اتخذت الحكومة الكينية بعض الخطوات في عام 2023 منها لتقييد الإعانات المخصصة للوقود واتخاذ تدابير أخرى لزيادة الإيرادات مثل زيادة بنسبة 5% في ضريبة الدخل على أصحاب الدخل المرتفع وضريبة الإسكان بنسبة 3% . وطالب صندوق  النقد الدولي بخفض عبء الدّيون بحلول 2029، كما حثّ الحكومة الكينية في شهر يناير الماضي على اتباع استراتيجية إيرادات متوسطة الأجل تهدف إلى زيادة عدد دافعي الضرائب لخلق مساحة مالية أكبر تسمح بزيادة الإنفاق على تحسين الخدمات العامة.

قانون المالية المقترح لعام 2024 المثير للجدل

شمل مشروع القانون المقترح مجموعة من الزيادات الضريبية التي أثارت جدلاً واسعاً بين المواطنين الكينيين. وتضمنت هذه الزيادات ما يلي:

  • زيادة ضريبة القيمة المضافة على السلع الأساسية: تم فرض ضريبة قيمة مضافة بنسبة 16٪ على السلع الأساسية مثل الخبز، مما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه السلع بشكل كبير. وتعتبر هذه الزيادة عبئاً إضافياً على كاهل المواطنين، خاصةً ذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه السلع.
  • زيادة رسوم المركبات: تم فرض رسوم إضافية على المركبات، بما في ذلك سيارات الركاب والدراجات النارية. وتعتبر هذه الزيادة عبئاً على مالكي المركبات، خاصةً أصحاب المركبات القديمة أو ذات سعة المحرك الصغيرة.
  • زيادة رسوم تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول: تم فرض رسوم إضافية على تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول. وتعتبر هذه الزيادة عبئاً على مستخدمي الهاتف المحمول، خاصةً في ظل الاعتماد المتزايد على هذه الخدمة في المعاملات المالية اليومية.
  • إلغاء الحد الأدنى من الإعفاءات الضريبية لبعض الخدمات: تم إلغاء الحد الأدنى من الإعفاءات الضريبية لبعض الخدمات، مثل الخدمات المهنية وخدمات التأمين. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة زيادة في ضرائب هذه الخدمات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

أهداف الزيادات الضريبية وتأثيرها على المواطنين:

تهدف الحكومة الكينية من خلال هذه الزيادات الضريبية إلى جمع 346 مليار شلن كيني لتمويل مشاريعها الإنمائية. ومع ذلك، فقد أثارت هذه الزيادات استياءً واسعاً بين المواطنين الذين يرون أنها ستزيد من عبء المعيشة بشكل كبير.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الزيادات الضريبية ستؤدي إلى زيادة معدل التضخم في البلاد، مما قد يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للمواطنين. كما قد تؤدي هذه الزيادات إلى تراجع النشاط الاقتصادي، خاصةً في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية العالمية.

وعلى الرغم من أن الحكومة تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال هذه الزيادات الضريبية، إلا أنه من الواضح أن مشروع القانون لم يضع في الحسبان تأثيره السلبي على المواطنين، فتسببت الزيادات الضريبية المقترحة غضبا بين الكينيين. وشعر الجمهور أن الضرائب الجديدة ستؤثر بشكل غير متناسب على أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط، مما يضغط على ميزانياتهم على الضروريات اليومية. وأثار ذلك احتجاجات ومطالبات بالسحب الكامل لمشروع القانون.

مطالب المحتجين ورد الفعل الحكومي

ومع اقتراب موعد إقرار مشروع قانون المالية لعام 2024، اجتاح الغضبُ الشارع الكيني، ولجأ المواطنون لوسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم الشديد للضرائب الجديدة المقترحة والدعوة للتعبئة والحشد تحت وسم "#ارفض_قانون_المالية". وأطلقوا حملة احتلوا البرلمان، لتوعية المواطنين بمخاطر مشروع القانون وحثهم على المشاركة في الاحتجاجات المخطط لها أمام مبنى البرلمان في يوم التصويت .وقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة إنفوتراك مؤخرًا أن 87٪ من الكينيين يعارضون مشروع القانون،

وفي يوم الثلاثاء 18 يونيو، كان من المقرر عقد جلسة قراءة أولية لمشروع القانون، فانطلقت مسيرات سلمية للاحتجاج أمام مبنى البرلمان بقيادة الشباب من عمر 18 إلى 35، للتعبير عن رفضهم لمشروع القانون والضغط على السلطات لإلغائه. وسرعان ما امتدت الاحتجاجات من العاصمة نيروبي لتشمل قرابة عشرين مقاطعة من بينها مومباسا وإلدوريت، معقل الرئيس وغيرها عندما أقرّ البرلمان مشروع القانون المالي لعام 2024 بينما انسحبت المعارضة السياسية من جلسة التصويت على مشروع القانون  وإقراره اصطفافاً مع المحجتين الذين جابتهم قوات الأمن بالرصاص المطاطي والحيّ ما أدّى لوفاة 23 من المحتجين، وأصيب حوالي 165 بجراح متفاوتة منذ يداية الاحتجاج بحسب هيومن رايتس ووتش.  

التراجع عن مشروع القانون

وفي 26 يونيو، واستجابة للاحتجاج العام، أعلن الرئيس وليام روتو أنّه لن يوقع على القانون المقترح الذي أقرّه البرلمان وأن البرلمان للتعديل، وأن حكومته ستتبنى إجراءات تقشفية وأن ذلك سيبدأ بخفض ميزانية الرئاسة. في حين ذكر وزير المالية أن "التنازلات بشأن الزيادات الضريبية ستؤدي إلى إحداث فجوة بقيمة 200 مليار شلن كيني (1.55 مليار دولار) في ميزانية 2024/25 وتستلزم خفض الإنفاق".  

ومن بين التعديلات المتوقع إدراجها على مشروع قانون المالية 2024، إلغاء ضريبة القيمة المضافة على السلع الأساسية مثل الخبز والسكر، وخدمات مالية مثل معاملات الصرف الأجنبي، والمركبات. كما أُلغيت زيادة رسوم تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، وإلغاء الرسوم الجمركية على الزيوت النباتية. وبشكل إضافي، ولن تخضع الرسوم المفروضة على صندوق الإسكان والتأمين الصحي الاجتماعي لضريبة الدخل.  

يمكن تحليل هذا التراجع من خلال العوامل التالية:

  • الغضب الشعبي:  عبّرت الاحتجاجات عن رفض شعبي واسع النطاق لزيادات الضرائب، التي اعتبرها الكثيرون عبئًا إضافيًا على كاهلهم في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة.
  • التكلفة السياسية: أظهرت الاحتجاجات قوة الشارع الكيني وقدرته على التأثير على القرارات السياسية. خشي الرئيس روتو من استمرار الاحتجاجات وتصاعدها، ممّا قد يُشكل تهديدًا لاستقرار حكمه.
  • التأثير الاقتصادي:  أثار مشروع القانون قلق المستثمرين والشركات، ممّا قد يُعيق النمو الاقتصادي.
  • البحث عن حلول بديلة: أدركت الحكومة الكينية الحاجة إلى إيجاد حلول بديلة لزيادة الإيرادات دون إثقال كاهل المواطنين.

ومع ذلك، لا يزال الوضع في كينيا هشًا. لا يزال العديد من المتظاهرين غير راضين عن تراجع الحكومة عن مشروع القانون، ويطالبون بإصلاحات أوسع.

خاتمة

يُعد تراجع كينيا عن مشروع قانون المالية 2024 انتصارًا للاحتجاجات الشعبية. لكن ذلك قد يؤدي إلى تأخير حصول كينيا على قرض من صندوق النقد الدولي وزيادة الضغط على الحكومة لتنفيذ الإصلاحات وخفض العجز، مما قد يزيد من صعوبة معالجة عبء الدين الضخم للبلاد.  

وهذا التراجع الحكومي لا يعني استقرار الوضع بل بقاؤه مؤرجحاً حتى تجري الحكومة حوارًا وطنيًا شاملًا مع جميع أصحاب المصلحة للتوصل إلى حلول تُعالج المشكلات الاقتصادية الكامنة التي أدت إلى الاحتجاجات، مثل الفقر وعدم المساواة، من أجل ضمان استقرار طويل الأمد.

إثيوبيا بين اليابسة والبحر: طموحات توسعية وتهديدات إقليمية

  مقدمة تُعدّ إثيوبيا أكبر دولة في شرق إفريقيا من حيث عدد السكان، وثاني أكبر دولة من حيث المساحة، لكنها دولة حبيسة، ويُعدّ هذا الأمر عائ...